الإبحار نحو الثروة : موسم صيد التونة الحمراء

بقلم : بويجري منال

صيد التونة الحمراء في الجزائر: نحو موسم مثمر !!

أكثر من 30 سفينة جزائرية ، مجهزة لصيد سمك التونة تستعد للإبحار في عرض البحر المتوسط . هذه السفن تستهدف أكثر من 1000 طن من التونة الحمراء ، وهي حصة الجزائر لهذا العام .قد أقرت بذلك الهيئة الدولية للمحافظة على التونيات في الأطلسي (ICCAT) .

من ميناء قوراية في تيبازة غرب الجزائر، أعطى السيد أحمد بداني، وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية، إشارة انطلاق الحملة. يعتبر هذا تقليدًا سنويًا يحتفظ به الصيادون، حيث يبدأون في موسم صيد التونة

وقال وزير الصيد البحري: “صيد التونة نشاط غير يسير نظرًا لبعض الصعوبات، خصوصًا الظروف المناخية المتغيرة. بالإضافة إلى ذلك، تستمر مدة الصيد لأكثر من شهر في عرض البحر، كما أشار أحد ملاك السفن الكبيرة المختصة في صيد التونة”.

كما تخضع أسعار بيع التونة للبورصة في طوكيو، حيث يمكن أن تصل أسعار الكيلوغرام الواحد إلى نحو 20 دولارًا.

في قلب البحر المتوسط، حيث تموج الأمواج بأسرارها العميقة، تبدأ قصة الصيادين الجزائريين مع صيد التونة الحمراء. هذا النشاط، الذي يعد أكثر من مجرد مهنة، هو تقليد يتوارثه الصيادون جيلًا بعد جيل. يتميز صيد التونة بأهميته الاقتصادية والثقافية، ويعكس عمق العلاقة بين الإنسان والبحر.

تسمين التونة:خطوة نحو الإستدامة :

في السنوات الأخيرة، شهدت الجزائر تطورًا مهمًا في قطاع صيد التونة، وذلك بإدخال تقنية تسمين التونة الحمراء. هذه الخطوة تعد تحولًا استراتيجيًا نحو تعزيز الاستدامة والكفاءة في الصيد. تسمح عملية التسمين بزيادة وزن الأسماك قبل بيعها في الأسواق، مما يرفع من قيمتها السوقية ويعزز من مردودية الصيادين.

التحديات والفرص :

على الرغم من الفرص الواعدة التي يقدمها تسمين التونة، تواجه الجزائر تحديات عدة. من أبرز هذه التحديات الظروف المناخية المتقلبة التي تؤثر على مواسم الصيد. كما أن الحفاظ على الموارد البحرية وإدارتها بشكل مستدام يظل أولوية قصوى لضمان استمرارية هذا النشاط الحيوي.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي :

يسهم صيد التونة في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تصدير التونة إلى الأسواق العالمية، خاصة اليابانية. ويعد الصيد مصدر دخل رئيسي للمجتمعات الساحلية، حيث يوفر فرص عمل ويحافظ على النسيج الاجتماعي لهذه المناطق.

نحو مستقبل مستدام :

• تسعى الجزائر إلى تطوير قطاع صيد التونة بشكل مستدام، مع الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على التوازن البيئي. ومع تسجيل أول مزرعة لتسمين التونة في سجل اللجنة الدولية، تفتح الجزائر صفحة جديدة في كتاب الصيد البحري، مليئة بالآمال والتطلعات نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.