التوظيف : مصادره وتسيير الحياة المهنية للموظف

التوظيف من بين ابرز العمليات التي تقوم بها الادارات والمؤسسات على صعيدها الداخلي، وله من الاهمية التي تجعل تناول الموضوع باسلوب قانوني مهما جدا.
مفهوم التوظيف :
التوظيف هو مجموعة عمليات و إجراءات تتخذها المنظمة لإقتناء الموارد البشرية اللازمة التي يتوفر فيها شروط الكفاءة و القدرة اللازمة لتولي منصب شاغر .
شروط التوظيف :
حرصا على محافظة الوظيفة العمومية لصورتها المثلى في المجتمع فإنه لا يحق لأحد أن يوظف في مؤسسة أو إدارة عمومية إلا إذا توفرت فيه الشروط الآتية :
– أن يكون جزائري الجنسية .
– أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية ، و ذا أخلاق حسنة ( أي لا يكون له سوابق عدليه ، حيث أن القانون يمنع من يحكم عليه بعقوبات جنائية من أن يتولى وظيفة عمومية ).
– أن يثبت مستوى التأهيل الذي يتطلبه منصب العمل ( و يكون ذلك بالشهادات العلمية ).
– أن يتوفر في السن و اللياقة البدنية المطلوبة لممارسة الوظيفة .
– أن يوضح وضعيته إزاء الخدمة الوطنية ( أي أن يوضح إن كان معفى أو قد أدى الخدمة الوطنية)
مصادر التوظيف :
إن المصادر المختلفة للحصول على القوة العاملة يمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين :
* مصادر داخلية ( داخل المنظمة ) * مصادر خارجية ( من خارج المنظمة )
أ- المصادر الداخلية :
يعتبر العاملون بالمؤسسة في الوقت الحاضر من أهم المصادر التي يعتمد عليها في شغل الوظائف الشاغرة ، و هذا يعني أنه إذا خلت وظيفة معينة في المؤسسة فإنه يجب الإعلان عنها داخل المنشئة حتى يمكن لمن تتوفر فيه شروط شغلها من العاملين بها أن يتقدم بطلبه ، و يأخذ شغل المراكز بالأفراد من الداخل أشكالا متعددة ، فقد يكون على شكل ترقيات أو على شكل تحويل الأفراد و نقلهم من مركز في المؤسسة .
يعتمد هذا النوع من التوظيف على الإشهار الداخلي و الذي يكون على أساس الإعلام عن الوظائف الشاغرة بواسطة الملصقات ، التعليمات الداخلية و نشرات المؤسسة ، و يعتمد أيضا على الاستغلال المباشر للمعلومات المتوفرة عن العمال خاصة عن كفاءتهم و خبرتهم عن متطلبات المنصب حيث تقوم المؤسسة بدراسة تهدف إلى النظر في تطابق منصب شاغر مع مؤهلات المستخدمين .
لكن قد يأخذ على العناصر الداخلية عدم كفايتها لشغل المراكز الشاغرة بعناصر ممتازة ووجوب إكمالها بالمصادر الخارجية .
ب – المصادر الخارجية :
إن ما يهم المنظمة بالدرجة الأولى هو جلب العناصر ذات عالي من الكفاءة و الخبرة و المهارة لذا وجب عليها الوصول إلى مصادر هذه الكفاءات كالاتصال بالمعهد العلمية من جامعات و معاهد و مراكز و بمكاتب اليد العاملة ، ووكالات التوظيف الخاصة ، وتعتمد أيضا على الإشهار بواسطة صحف العامة و المجلات المتخصصة و يشترط وجود معلومات عن :
-مكان العمل .
– الخبرة المطلوبة
-المؤسسة المستخدمة .
– متطلبات المنصب
إجراءات التوظيف
إن نجاح عملية التوظيف تعتمد على إجراءات خاصة تقوم بها عادة مديرية الموارد البشرية :
1- تحديد الاحتياجات :
وهي أو ل خطوة تقوم بها المؤسسة و ذلك بتخطيط القوى العاملة بها و الذي يسمح مستقبلا من الحصول على العدد الملائم من الموارد البشرية و يكون مصدره الاحتياج إما إستقالة أو تحويل أو تقاعد و هنا تلجأ المؤسسة عما للتوظيف الداخلي أو الخارجي و في كثير من الأحيان إلى كليهما .
2- فرز الترشيحات :
يقوم المترشح بإرسال طلب فيه كافة المعلومات الأساسية التي تساعد في عملية الفرز بما في ذلك : الاسم ، السن ، العنوان ، الشهادة العلمية ، الخبرة .
بعد عملية الفرز تقوم المؤسسة بإجابة المترشح إما إيجابا أو سلبا .
3- المقابلة :
تعتبر من المقاييس الهامة التي تستخدم في الوقت الحالي للكشف عن مقدرة الفرد الحقيقية كما تسمح له بإعطاء أكبر قدر ممكن من المعلومات حول ماضيه المهني و عن تطلعاته المستقبلية و دراسة جوانب متعددة من شخصيته .
4- الإختبارات :
نتمكن عن طريق الاختبارات من الكشف عن مدى تلائم الفرد مع المنصب الذي سيشغله تطابق الخصائص المعرفية و العقلية و الحركية للمترشح .
5- التعيين :
بعد أن يمر الفرد على كل المراحل التي سبق ذكرها يصبح مؤهلا للحصول على المنصب الذي كان معروض فيتم تعيينه
6- المرحلة التجريبية :
بعد استلام الموظف الجديد عمله يمر على مرحلة تجريبية حيث يوضع تحت الملاحظة في فترة تدريبية قصد التأكد من مدى كفاءته و قدرته على القيام بالعمل الموكل إليه ، كما تسمح له بالتعرف على ظروف العمل و محيطه .
7- التثبيت :
بعد نهاية المدة التجريبية بنتيجة إيجابية يتم تثبيت لموظف على أساس أنه يتمتع بكل المؤهلات العلمية و العملية ، بعدها يصبح الموظف متمتعا بكل الحقوق بما في ذلك تلك التي كانت مجمدة في الفترة التجريبية .
الحياة المهنية للموظف
يقصد بالحياة المهنية CARRIERE مجموع الوظائف التي يشغلها الفرد خلال حياته المهنية ، و تبدأ منذ دخول الفرد الحياة العملية إلى غاية توقفه عن العمل و ذلك و إما لوصوله سن التقاعد أو الوفاة ، و يمكن القول أن أهداف الحياة المهنية هي :
المناصب التي يرمي إليها الفرد .
إما سير الحياة المهنية هي (CHEMINEMENT DE CARRIRE ) فيقصد بها تتابع الوظائف التي لها علاقة ببعضها البعض و التي تشكل حياة مهنية ، و تسيير ها يتطلب تتبع ماضي ، حاضر و مستقبل إنتقالات العامل في خضم بنية المؤسسة .
دور و أهمية تسيير الحياة المهنية :
إن عملية تسيير الحياة المهنية لها أهمية كبيرة بالنسبة لكل من المنظمة و الفرد و هي بالدرجة الأولى تحافظ على الموارد البشرية مع تنشيط و مراقبة تطورها و نوجرها في النقاط التالية :
– يتضمن تسيير الحياة المهنية للمؤسسة التطور و التخطيط و المراقبة لمواردها البشرية .
– تقليص خطر عدم إستعمال المهارات و الكفاءات الفردية .
– يعتبر تسيير الحياة المهنية القاعدة التي يستند عليها مستقبل المستقبل مستخدمين .
– تساعد الفرد في التقدم في حياته المهنية .
– يجب أن يسمح تسيير الحياة المهنية لمجموع مستخدمي مؤسسة ما معرفة إمكانية
التطور المهني و الطرق التي يمكن إستخدامها لتحقيق ذلك سواء هذا التطور أفقي أو عمودي .
أهداف تسيير الحياة المهنة للموظف .
يمكن تليخص أهداف تسيير الحياة المهنية في النقاط التالية :
– إكتشاف المستخدمين الأكفاء وذوي الإستحقاق في
الفئات العمل المؤهلين و تحضير الخلف .
– إعداد أفاق مستقبلية فيما يخص العمل و الأجر و اقتراحها
على الهيئات السليمة و على مجموعة مستخدميها .
– تشجيع العمال على إستخدام مؤهلاتهم و ذكائهم للوصول إلى
هدفهم في المنظمة .
– تحسين المردودية في المؤسسة .
– إستقطاب الموارد البشرية المطلوبة .
– التقليص من دوران العمل .
– تشجيع الإبتكار و المهارات في العمل لانها ستعرض
لهم في شكل مكافاءات .
– حث المستخدمين على التحضير لشغل مناصب أعلى من التي يشغلونها حيث أنه إذا أدرك العامل أنه مجال إهتمام المسؤولين ، فسيكون محضر لتطوير الأيادي العاملة المعروضة داخليا .
– تلبي و تشبع رغبات و حاجات الأفراد للتقدير و الإحترام و تحقيق الذات .
سياسية تسير الحياة المهنية :
السياسية هي عبارة عن مجموعة القرارات و الإجراءات التي تتخدها المنظمة للوصول إلى أهدافها وقد تختلف هذه السياسات من منظمة إلى أخرى حسب طبيعتها ، أما بالنسبة للحياة المهنية فتتدرج سياستها في النقاط التالية :
-1- الترابط ( COHERENCE ) :
لابد من الربط بين النشاطات الأخرى و نشاط تسيير الحياة المهنية لتسير الحياة المهنية ، حيث أنها مرتبطة بالميادين الأخرى لوظيفة الموارد البشرية كالإختبار ، التوظيف ، التكوين .
-2- الإعلام :
مهما كانت إستراتيجية مديرية الموارد البشرية ، فإن هذه الأخيرة لابد أن تعطي المعلومات المتعلقة بالتخطيط للحياة المهنية كوصف الوظائف و متطلباتها و تحديد الوظائف الشاغرة المتواجدة في الهيكل التنظيمي التقديري .
-3- التوجيه المهني :
و الذي يعـــتبر مكــملا للإعلام فعلى المسير أن يوجه الموظف إلى مناصب التي تلائم أكثر قدراتــه و كفاءته من المنصب الذي يشغله .
-4- الشفافية :
يرى الخبراء بأنه حتى يتحصل تسيير الحياة المهنية على النجاح و المصداقية يجب أن يتصف بالوضوح و الصراحة .
-5- تقييم نتائج الأداء :
حتى يعمل بمبدأ الإستحقاق ينبغي برمجة عمليات تقيميةبناءا على نظام تقيمي علمي و موضوعي معد من قبل ، يمس مجموع المستخدمين على أثرها يتعين من هو كفء و من ناقص و بالتالي تتخذ الإجراءات في صالح كل واحد بحيث تسمح له و للمؤسسة بالتقدم و التحسن .
-6- الحياة المهنية و التكوين :
يعتبر التكوين شرطا أساسيا للترقية حيث أنه لكي يترقية أي مستخدم ينبغي أن يراعي في هذه الترقية مستواه التكويني و إذا كان يتوافق مع متطلبات المنصب ، و لما كان تسير الموارد البشرية يتصف بالمرونة و عدم الإقصاء نجد في بعض الحالات مرشحين تتوفر فيهم مهارات الخبرات إكتسبوها بالتجربة لكنهم لم يتحصلوا على التكوين أكاديمي أو على شهاداتيتطلبها عناصر في هذه الحالة يقيمها مسؤول على أنه كفء و يستحق ذلك المنصب حالة كحال حاملي الشهادات .
-7- المشروع المهني :
الكثير من المستخدمين يطمح في حياته المهنية لتحقيق هدفه المتمثل في نيله لمنصب الذي يريده لكن لوحظ أن الكثير منهم يعرف القيل عن التخطيط الحياة المهنية و ليس لديهم أي فكرة عن أهميتها و بالتالي حتى لاتهمل طموحاتهم و لتبقى إرادة العمل لهؤلاء المستخدمين تسمح تسيير الحياة المهنية بتدارس تلك المشاريع سويا أي المستخدم و المسؤولية عن طريق اللقاءان التقيمية الدورية ، المتابعة المستمرة أو المحاضرات ، بذلك يصل كل من الطرفين إلى الرضا .
و من خلال هذه النقاط نلاحظ أن التكوين و التقييم يحتلان حيزا كبيرا في الحياة المهنية للمستخدم ، فالتكوين و التقييم يعدان مرحلتين أساسيتن يجب المرور عليها ، بهما يستطيع المستخدم التقدم و تطوير قدراته و كفاءته و إشباع رغبته في تحقيق الذات وطموحاته الشخصية و المهنية .
كما أن مهمة تسيير الحياة المهنية لاتقتصر على المسؤول للمستخدم دور أساسي فيه ، فالتوجيهات و نصائح المسيرين يقوم بتخطيط لحياته المهنية و يحدد المراحل التي سيمر عليها لبلوغ أهدافه و طموحاته المهنية .
اقرأ أيضا:
الترقية في الوظيف العمومي الجزائري
الزيادة في الأجور العمال المهنيين
قرارات حاسمة لرئيس الجمهورية 2024
سكنات عدل: هؤلاء المستفيدون منه في 2024
الاستيداع في الوظيف العمومي الجزائري