العطل والغيابات المدفوعة الأجر في التشريع الجزائري

4٬583 4 دقائق

العطل والغيابات المدفوعة الأجر في التشريع الجزائري

لا يمكن لأي مرفق عام أداء مهامه دون وجود موظفين عموميين يتمتعون بالكفاءة والأهلية العالية، حيث يعتبر هؤلاء الموظفين من أهم الموارد التي تمتلكها المؤسسات والإدارات العمومية، فهم الأداة التي تمارس من خلالها الدولة نشاطاتها وسلطتها. لأجل ذلك عمل المشرع الجزائري من خلال الأمر 06-03 المتضمن القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية على الاهتمام بالموظف من كل جوانب حياته العملية واليومية

ولعل من أكثر القضايا التي نص عليها المشرع الجزائري وخصص لها بابا كاملا هو الباب الثاني حقوق الموظف ولعل من أبرز هذه الحقوق الحق في الراحة والعطل والغيابات القانونية. وهو ما سنركز عليه ضمن هذا المقال باعتبار العطل المدفوعة الأجر حق لكل موظف وجزء كبير من اهتمامه لممارسة عمله في أريحية وبإنتاجية عالية.

مفهوم العطل والغيابات المدفوعة الأجر:

هو الحق في الراحة والتغيب قانونا دون المساس بحق الموظف في الحصول على راتبه كاملا.

أنواع العطل المدفوعة الأجر:
العطلة السنوية:

حددت المادة 194 من الأمر 06/03 أن أول العطل التي يستفيد منها الموظف هي العطلة السنوية .

الأعياد الوطنية والدينية:

هي تلك الأيام الخاصة لدى الشعب الجزائري سواء تعلق ذلك بوطنيته وهويته، دينه، عاداته وتقاليده وقد تضمنها القانون رقم 278/63 المؤرخ بتاریخ 1963/07/26 المعدل و المتمم المحدد لقائمة الأعیاد الرسمیة. وتتمثل هذه الأيام في:

عطل الأعياد الوطنية:
عيد الثورة: 01 نوفمبر .
عيد الاستقلال والشباب: 05 جويلية
رأس السنة الأمازيغية: 12 جانفي .
عطل الأعياد الدينية:
رأس السنة الهجرية: 01 محرم .
عاشوراء: 10 محرم.
المولد النبوي الشريف: 12 ربيع الأول.
عيد الفطر: 01 شوال.
عيد الأضحى: 10 من ذي الحجة ( ثلاثة أيام).
عطل الأعياد العالمية:
رأس السنة الميلادية: 01 جانفي.
عيد العمال: 01 ماي.
عطلة الأمومة:

نصت المادة 16 من المرسوم 84/27 على أن للمرأة الموظفة المقبلة على الولادة الحق في عطلة أمومة تقدر ب 98 يوما كما نص عليه الأمر 06/03

عطلة الحج:

للموظف الحق ولمرة واحدة في مساره المهني من عطلة مدفوعة الأجر تقدر ب 30 يوما لأداء مناسك الحج، كما نص عليه الأمر 06/03.

العطلة المرضية:

لكل موظف الحق في غيابات لأسباب صحية سواء كان المرض مؤقتا أو طويل الأمد. لكن لا يحق للموظف أن يتغيب عن العمل بدعوى المرض إلا بعد تقديم شهادة طبية مؤشرة من مصالح الضمان الاجتماعي.

العـطـلـة المرضـيـة المحددة بمدة: للموظف المريض الحق في تعويض لعطلته المرضية كالتالي:
من 01 يوم إلى 15 يوم : يستفيد الموظف من تعويض قدره 50 % من راتبه الصافي.
ابتداء من اليوم 16 الموالي للتوقف عن العمل، يستفيد الموظف من تعويض قدره 100%
في حالة الاستشفاء(المكوث في المستشفى) يستفيد الموظف المريض من كامل الراتب وهذا بالنسبة للأيام التي يقضيها في المستشفى.
العـطـلـة المـرضيـة طويلـة الأمد : تدفع التعويضات على أساس 100 % طوال مدة أقصاها 03 سنوات، في حالة استئناف العمل يتاح له أجل من جديد مدته 03 سنوات بشرط أن يمر على هذا الاستئناف سنة على الأقل .
العطل الاستثنائية:

يستفيد الموظف في هذه الحالة من عطلة مدفوعة الأجر تساوي المدة التي تقرها الظروف مثل العطل الاستثنائية الممنوحة في إطار جائحة كورونا خلال سنة 2020.

الغيابات المدفوعة الأجر:

الأصل في الغياب الاقتطاع المرسوم 06/03 حدد بأنه لا يمكن الاستفادة من راتب عن خدمة غير مؤداة غير أن المشرع الجزائري ولحفظ حق الموظف وتقديرا لظروفه الشخصية فقد أقر هذا النوع من الغيابات والتي يستفيد الموظف ضمنها من راتبه كاملا وتتمثل هذه الغيابات في :

الغيابات لأسباب عائلية:

حددت المادة 212من الأمر 06/03 أن للموظف الحق في غياب خاص مـدفوع الأجر مدته ثلاثة (3) أيام كاملة في إحدى المناسبات العائلية الآتية :

زواج الموظف،
ازدياد طفل للموظف،
ختان ابن الموظف،
زواج أحد فروع الموظف،
وفاة زوج الموظف،
وفاة أحد الفـروع أو الأصول أو الحواشي المـباشرة للموظف أو زوجه.

الغيابات ذات الطابع العلمي والمهني:

حددت المادة 208 و 209 من الأمر 06/03 أن للموظف الحق في التغيب دون فقدان الراتب لكن وضع شرط ألا وهو تقديم مبرر مسبق للاستفادة من هذا الحق من أجل مايلي:

لمتابعة دراسات ترتبط بنشاطاته الممارسة، في حدود أربع (4) ساعات في الأسبوع تتماشى مع ضرورات المصلحة، أو للمشاركة في الامتحانات أو المسابقات لفترة تساوي الفترة التي تستغرقها،
للقيام بمهام التدريس حسب الشروط المنصوص عليها في التنظيم المعمول به،
للمشاركة في دورات المجالس التي يمارس فيها عهدة انتخابية إذا لم يكن في وضعية انتداب،
لأداء مهام مرتبطة بالتمثيل النقابي أو المشاركة في دورات للتكوين النقابي طبقا للتشريع المعمول به.
للمشاركة في التظاهرات الدولية الرياضية أو الثقافية.
للمشاركة في المؤتمرات والملتقيات ذات الطابع الوطني أو الدولي، التي لها علاقة بنشاطاته المهنية.
غياب الموظفة المرضعة:

حددت المادة 214 من الأمر 06/03 غياب لعدد معين من الساعات خلال اليوم للموظفة المرضعة ابتداء من تاريخ انتهاء عطلة الأمومة ولمدة سنة كاملة كالآتي:

ساعتين مدفوعتي الأجر كل يوم خـلال الستة (6) أشهر الأولى.
ساعة واحدة مدفوعة الأجر كل يوم خلال الأشهر الستة (6) الموالية.

كما نؤكد على أن الموظفة المرضعة هي من تختار توزيـع هـذه الساعات على مـدار اليـوم حسبما يناسبها .

ملاحظة هامة : الموظفات بسلك التعليم لا يستفدن من هذا الغياب لطبيعة التدريس التي تستوجب تنظيما تربويا معينا فلا يمكن التغيب عن تقديم درس لتلاميذ قسم ما لمدة سنة كاملة، كما أن الحجم الساعي لأسلاك التعليم لا يصل إلى 40 ساعة المحددة قانونا لذا يسقطن عليهن الحق في الاستفادة من غياب الموظفة المرضعة.

في الأخير نشير أن المشرع الجزائري ضمن المادة 215 من الأمر 06/03 نص على غياب ولكن غير مدفوع الأجر لأسباب الضرورة القصوى المبررة والتي لم يتم التطرق لها ضمن الغيابات المدفوعة الأجر على أن لا تتجاوز مدتها 10 عشرة أيام في السنة. ولكن يبقى المجال مفتوح للتأويل هل يمكن أن تكون هذه 10 أيام متوالية أم متفرقة.

أهم المراجع المستعملة في هذا الموضوع:

– الأمر رقم 06-03 مؤرّخ في 19 جمادى الثانية عام 1427 الموافق 15 يوليو سنة 2006، يتضمّن القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية.
– سوداين نور الدين، الحق في الراحة والعطل والغيابات القانونية للموظف العام دراسة تحليلية في ظل الأمر 06/03 والقانون. مجلة الحقوق والعلوم الإنسانية، المجلد 16 / العـــدد: 01( 2023)